الانفلات الأمني والنهب والسطو وتحويل المدارس والمرافق الحكومية وتزايد ضحايا المدنيين أبرز منجزات الجماعات المسلحة بمدينة تعز
يمنات – خاص
تزايدت الضحايا من المدنيين برصاص المسلحين في مدينة تعز، جنوب غرب البلاد، خلال شهر مارس/آذار الجاري.
يأتي ذلك في وقت تشهد فيه المدينة انتشار للعناصر المسلحة، و تزايد اطلاق النار و الاشتباكات في أحياء المدينة.
كما تزايدت الخلافات على الأراضي التي يستخدم السلاح في معظمها، خاصة من قبل المتنفذين الذين يلجاؤن للاستعانة بعناصر مسلحة في البسط على الأراضي.
و خلال يومين فقط قتل “4” مدنيين، برصاص مسلحين، وسط مدينة تعز، بنهما طفل و امرأة.
و قتل الجمعة 23 مارس/آذار 2018، الشاب زكريا الناصري “25” عاما و الطفل عبد الملك السلال “15” عاما، جراء اشتباك بين مسلحين في جولة المسبح.
و في اليوم التالي قتل رجل و امرأة برصاص مسلحين جراء اشتباكات على أرضية تقع جوار جامع الرحمن، بحي المسبح.
و الخميس أصيب مدني برصاص مسلحين اشتبكوا على خلفية خلاف على أرضية في حي المغتربين.
و خلال الأسبوع أصيب “4” مدنيين برصاص مسلحين جراء اشتباكات في حي عصيفرة و جولة وادي القاضي و حي كلابة.
و تزايدت حالة الانفلات الأمني في مدينة تعز، رغم انتشار قوة من الشرطة العسكرية في عدد من أحياء المدينة، و التي على أثر انتشارها بداية الشهر الجاري تعرض قائدها العميد جمال الشميري لمحاولة اغتيال في حي وادي القاضي، و أصيب على اثرها أركان حرب الشرطة، عادل رباش.
و تشهد المدينة احتقان بين الفصيل الاخواني، الذي يسيطر على مفاصل السلطة المحلية و الأمنية في المدينة، و الفصيل السلفي الذي تسيطر عناصر على مواقع استراتيجية في المدينة.
و رغم الانفلات الأمني الذي يسيطر على المدينة منذ قرابة “3” سنوات، تنتشر في المدينة “4” وحدات عسكرية ضمن تشكيلات ما يعرف بالجيش الوطني، الموالي للتحالف السعودي، اضافة إلى قوات الأمن الخاص و الشرطة العسكرية و الأمن العام و شرطة النجدة و فصائل مسلحة تتبع الفصيل الاخواني و السلفي.
و أصبحت مدينة تعز عبارة عن كنتونات صغيرة تديرها فصائل متناحرة، لا تهتم بالجانب الأمني بقدر اهتمامها بعملية الجباية من الأسواق و المحلات التجارية، في حين تتعرض البنى التحتية في المدينة لعمليات النهب و السطو من قبل عصابات مسلحة.
و تعد شبكتي الكهرباء و الاتصالات أكثر تضررا من عمليات النهب و السطو، حيث تعرضت كثير من الكابلات للسرقة و بيعها لتجار الخردة المنتشرين في المدينة، على مسمع و مرأى من السلطات المحلية و الأمنية.
كما تعرضت كثير من المرافق الحكومية للنهب و التدمير و لم تبقى من كثير منها سواء الخرسانات الاسمنتية و الحجارة، بعد نهب كل اثاثها، بما فيها النوافذ و الأبواب و شبكات الكهرباء.
و حولت الجماعات المسلحة مدارس و مرافق حكومية إلى ثكنات خاصة بها و سجون تقيد فيها حرية المئات من أبناء المدينة.
فصائل المقاومة التي تحكم سيطرتها على أغلب أحياء مدينة تعز، و التي رفعت شعار “تحرير المدينة” قبل “3” سنوات، باتت هي من تعبث بالسلم الاجتماعي في المدينة، و تسعى جاهدة للقضاء على ما تبقى من مؤسسات الدولة و المجتمع المدني المتراكمة في المدينة التي كانت مثالا للمدينة و السلمية منذ عقود.
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا